كنت اظن الدنيا ضحك ولعب وحب .... هذا كان ظنى وانا طفل صغير وطبعا سقط منى ان بها الجد
وعندما اشتد عودى وبدأت الدنيا تعلمنى ماهى ادركت اننى لست الوحيد الذى كان يظن ذلك فكل أقرانى كان ظنهم مثلى
وتوالت الايام والسنون وتخط الدنيا بأقلامها على ورقة حياتى ماهوسعيد وكنت اتمنى ان يكون منه الكثير وماهو سئ ومااكثره
وفى الاونه الاخيره وانا فى العقد الرابع من عمرى بزغ من بعيد ضوء خافت فى ظلام حياتى اتجهت نحوه واقترب هو الاخر حتى اكتمل ذلك الضوء ليصبح كالقمر هادئ صافى وانقشع الظلام واصبحت ارى الطريق واضحا بكل معالمه حتى اننى قبل ظهور ذلك الضوء كنت اتخبط وتعرقل رحلة سيرى حُـــفــرومطبات كنت حينها هائما لم يرشدنى الى طريقى غير احساسى كنت كالاعمى اتحسس الجدران وبعد ظهور الضوء انكشف الطريق وتبين لى ان الطريق سوى لايوجد به اى من الحفر ولا المطبات لكنى كنت اتخيل انه مملوء بالعقبات هكذا هيأت نفسى لى صورت لى الدنيا بأنها سوداء كليل بهيم الا ان ظهور الضوء ازاح الكثير من غيوم تلك الظلمه النفسيه وبدأت تبتسم الحياه مع ظهور ذلك القمر واصبحت اراها بلون ضياه صافية كصفاء ماء جدول يمر بين الصخور بجبال الشام وتلونت بلون الطيف حتى انى نسيت تلك الخيالات التى طالما جعلت من نظرتى للدنيا نظره تشاؤميه وتفتحت زهور الربيع بالخريف ولم يعد بالدنيا سوى فصل الربيع
وطرت مع الطيور احلق اغرد مثلهم ابنى قصورا بالاغصان كنت التقط انفاسى على الارض بعد التعب فأجد الناس كلها تنظر الىً تراقبنى
يرمقنى كل الناس لكنى لابالى فأنا سعيد ببذوغ ذلك الضوء سعيد بتعلقى بين الارض والسماء كنت اصعد لعنان السماء حين اقتراب الضوء منى وفجأه اتهاوى تتحطم ضلوعى عند مرور ولو غيمه بسيطه واستمر الحال على هذا المنوال صعود وهبوط مد وجذر لكنى اشعر بسعاده غامره لكن واسفاه هذا الضوء ابتعد فجأه وبدون سابق انذار متذرعا بوجود عواصف على ظهر القمرمما انذر بازدياد حالة المد والجذر ببحر حياتى فجعلها عباره عن عواصف وظلام دامس عادت حياتى كما كانت بل اشد مما كانت عليه اصبحت تائها فى الطرقات اتخبط بجدران المتاهات لم اعد اعلم شئ عمما مضى وماهو ات ..... كان صديقى يسرد لى تلك الاحداث وانا اشعر بما يمر به فكانت عينيه زائغتين يلفهما هاله سوداء تدل على ظلام حياته فقد فقد القمر الذى انار له طريقه وتركه يقاسى مر الظلام تركه وحيدا بلا رفيق فى الطريق
حينها قال لى كنت اظن الدنيا لعب وضحك وحب لكنى الان ادلركت ان الدنيا ضحك وجد ولعب وحب وفراق وشقاء وطريق بلا ضياء
هناك تعليق واحد:
مثلما عهدناك يايوسف قلمك دائما رائع وسردك للموضوع مشوق .
وما يحدث لك من الام يحدث لغيرك بالتاكيد لان الحياه اصبحت جد والتزام وواجبات وقليل فيها الضحك واللعب ,اتمنى ان تعيش على ذكرى حلو افضل من العيش في سراب .
اتمنى لك التوفيق
إرسال تعليق