اليوم هو الموعد المعتاد لى للذهاب الى مدينة المنصوره فقد تعودت الذهاب اليها مرتين فى الاسبوع لقضاء بعض الاعمال الخاصه بى اللهم ان لم يحدث امر اخر وكطبيعتى فانا دائما متفائل رغم كل ماحولى ومااراه من فساد يئن له الجبين
الا انى هذه المره جلست بجوار موظف من موظفى المكان الذى اقضى به بعض الاعمال والذى وجدته يبادرنى بسؤال ليس غريبا ولكنى وجدت نفسى فى محل محلل اجتماعى او مفكر
قال سائلا / هو ايه اللى بيحصل وايه اللى هايحصل بعد كده ؟ انا بشوف حاجات غريبه فى المجتمع وعاوز اعمل حاجه بس مش آادر
اعمل حاجه اكتر من انى اكبت فى نفسى لحد ماهنفجرانا ماعتش آادر أتحمل .... الناس بتعبد الفلوس ... الناس هتاكل بعض ... ماعتش صلة رحم ... مافيش موده ... الاهمال بأى سمة حياتنا ... مافيش جديه فى اى حاجه .... اللامبالاه بآت امر طبيعى ...الردئ بآى هو الجيد
مش عارف أأول لك ايه يااستاذ يوسف انا بجد عاوز انفس عن نفسى وحاسس ان انت ممكن تسمعنى وممكن كمان تجاوبنى
هو ايه اللى حصل وايه اللى ممكن يحصل بعد كده؟
بصراحه وجدت نفسى امام سؤال لاأحسد عليه فهذا السؤال يحتاج علماء فى علم الاجتماع واساتذه فى السياسه واساتذه الاقتصاد
وانا شخصيا اعتقد ان الموضوع يحتاج الى اعلى سلطه فى البلد لكى تناقش سؤال هذا الاخ السائل
وقد اجبته ببضع كلمات اعلم تماما انها ليست شافيه ولكنها من وجهة نظرى هى اساس مايمر به المواطن المصرى
اولا غياب القدوه على ارض الواقع
ثانيا افتقار أئمة المساجد الى الصيغه الدينيه التى يجب بها حل المشاكل المجتمعيه واعادة (القدوه المرسله من رب العزه) مثل رسول الله والخلفاء الراشدين للناس بشكل بعيد عن العنف وكيفية ان رسول الله آاخا بين المهاجرين والانصار وكيفية تعليمه الاعتماد على النفس
وبس كل تلك الاشياء فى نفوس الناس على شكل جرعات بعيده عن التعصب والمغالاه
ثالثا دخول اشياء جديده على مجتمعنا كالنت والمحمول وبالطبع نحن احسن ناس تأخذ المساوئ وتترك المفيد ..... والا علام يكون بيد صبى مراهق محمول او حتى طالب بالفصل او مدرج الجامعه هل لانه يدير الاعمال ويخاف ان لايصله اخبار البورصه
رابعا المغالاه فى كل شئ ابتداء من المهور وتشطيب الشقق اللوكس وتلك الاغراض التى ليس لها بد فى (عفش العروسين)
خامسا التمسك بالمثل القائل اللى يحتاجه البيت يتحرم على الجامع .... اين اذا الموده والقلوب الرحيمه وحاجة المحتاج وخاصة ان المساجد الان اكثر من روادها اللهم الا فى صلاة الجمع وهناك بعضها يكون خاويا
سادسا المظاهر الخادعه فى الملبس والبزخ المفرط عليها حتى اننا نجد المنتقبات اصبحن يرتدين اغلى الملابس دون مراعاة لظروف الفقراء والمحتاجين ...ونقيس على ذلك ايضا المظهريه والعنتريه فى فعل كل شئ من حولنا مما يجعل الفقير يحتد من داخله بدلا ان نبحث عنه ونرفع من مستواه
سابعا وهو الاهم افتقارنا الى اهم مبدأ او اهم ركن من اركان الاسلام الا وهو الزكاه
واخيرا مع انى لست خبيرا او عالما فأنى اتخيل ان مايمر به المجتمع ليس اكثر من ان نتحاب وان نعامل الآخر كما نحب ان يعاملنا الاخرون
لكن اكثر ماآلمنى فى سؤال الاخ السائل هو ان هذا الحال نمر به من سنين والى الان لم يتحرك احد
وقد قال لى الاخ السائل فى نهاية حديثنا
الناس اللى فوق مش عاوزين قدوه تبرز فى المجتمع الناس تقتدى بيها عشان الكل يتلهى بس ده خطر
واختتم حديثه بقسمه والله ياستاذ يوسف انا خايف خايف اوى على ابنى وربنا يسترها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق